2010-07-30
(بنت جبيل) لبنان - كامل فاعور
«شكراً سمو الأمير.. شكراً قطر حكومةً وشعباً..» بهذه الكلمات استقبل أهالي وسكان منطقة عيناتا وبنت جبيل والخيام وعيتا الشعب الحدودية اللبنانية «العرب» عند جولتها في مناطق مشاريع المكتب القطري لإعادة إعمار لبنان، والذي شرف على الانتهاء منها بعد ثلاث سنوات من العمل الجاد والدؤوب لإعمار تلك المناطق التي دمرتها حرب عام 2006.
وبفضل جهود قطر بتوجيهات من سمو الأمير تبدل الوضع في جنوب لبنان ومناطق بنت جبيل من دمار وخراب إلى إعمار وتنمية، واختلفت الصورة تماماً عما كانت عليه بعد الحرب.
وينتظر المسؤولون اللبنانيون وسكان الجنوب زيارة سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لمناطق جنوب لبنان بسعادة وفرح عميق وعرفان بجميل وصنيع دولة قطر أميراً وحكومة وشعباً، على اعتبار أن هذه الزيارة تحمل دلالات عدة، وتحظى باهتمام رسمي وشعبي باعتبار زيارة سمو الأمير أول زيارة لزعيم عربي إلى المنطقة الحدودية ومدينة «بنت جبيل» التي هزم على أرضها العدو الإسرائيلي.
ويسدل المكتب القطري لإعادة إعمار لبنان الستار على مشروعه بعد أكثر من ثلاث سنوات من العمل المتواصل لمساعدة أصحاب 12 ألف وحدة سكنية في إعادة إعمارها وترميمها، فضلاً عن إعادة إعمار كل دور العبادة في البلدات والقرى الجنوبية، وغيرها من المشاريع الحيوية، وعلى رأسها إعمار السوق، وإعادة تجهيز المستشفى الحكومي في «بنت جبيل» ومشاريع عدة.
وعلى وقع انتهاء عملية إعادة الإعمار يقوم سمو الأمير بزيارة هي الثالثة له إلى لبنان منذ العام 2006، حيث سيفتتح عدداً من هذه المشاريع مع الإشارة إلى أنه أرفع شخصية عربية تفقدت الضاحية الجنوبية لبيروت بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان في يوليو 2006.
* الحاج طارق علي بزي رئيس نقابة تجار بنت جبيل:
قطر على رؤوسنا.. كلنا نرفع أسمى آيات الإجلال لسمو الأمير
الحاج طارق من أبرز المتضررين جراء الحرب، أربعة محلات تجارية ومستودعان يملكها دمرت بالكامل. سألته عن رأيه بما قامت به قطر. قال: ما قامت به دولة قطر الشقيقة حلم وتحقق. مَن كان يتوقع ما نحن عليه الآن؟ صدقني.. لا أحد. ما فعلته قطر سابقة في تاريخ الحروب. لقد أعادت بناء مدينة بنت جبيل أفضل بكثير مما كانت عليه خلال وقت قياسي. هذا مدهش.. أمير قطر، دولة قطر، الشعب القطري الشقيق تاج على رؤوسنا.
دعنا نتحدث بالوقائع.. أننم التجار كيف تعاطى معكم الأخوة القطريون؟
- أنا أتحدث بالوقائع، ما قلته وقائع، هذا في قلوبنا وعقولنا، أنا لا أبالغ، نحن التجار كان اعتقادنا أن الأولوية ستكون في إعادة بناء البيوت المدمرة كلياً وجزئياً، طالبنا الأخوة القطريين أن يلتفتوا أيضاً إلى السوق التجاري الأثري. قالوا: حسناً.. ما المطلوب؟ قلنا: إعمار السوق. وافقوا فوراً.. لكن كي يتم إعمار السوق كان لا بد من الانتظار، هذا يعني أن نظل عاطلين عن العمل، فماذا فعلوا؟ تصور أنهم بادروا فوراً وأنشؤوا سوقاً مؤقتاً لتسهيل العمليات التجارية من 285 وحدة تجارية. نحن نثني على هذا العمل الجبار الذي أزاح عن صدورنا القلق والهم. الآن أصبح السوق القديم في حلة جديدة.. وهذا برأي معجزة كنا نتوقعها.
وما الذي يمكن أن تقوله عن الأسلوب الذي اعتمده الأخوة القطريون في معالجة مشاكل إعادة البناء؟
- الجديد والمهم هنا هو أنهم تعاطوا مع الناس منذ البداية مباشرة. كانوا سباقين في كل شيء، كرماء، عطوفين، محبين. ولم يسمحوا لأحد بالتدخل في العلاقة بينهم وبين الناس.. أخذوا على عاتقهم الأمر كله. بوسعك أن تتصور كم كان هذا الأسلوب مفيداً ومثمراً. هذه أول مرة تجري فيها أمور من هذا النوع بشفافية مطلقة، خذ مثلاً المستشفى الحكومي، لدينا الآن مستشفى يضاهي أهم مستشفيات لبنان.
هل لديك ما تقوله أيضاً؟
- أجل، نلتمس من سمو الأمير باسم تجار بنت جبيل تعويض محتويات المحلات التجارية إذا أمكن ذلك. أقول نلتمس عطفه واهتمامه. وأرجو أن يصل هذا الطلب عبر جريدة «العرب» إلى مسمعه الكريم.
* نائب رئيس البلدية لـ «العرب»:
قطر قدمت لـ «الخيام» مساعدات غير مسبوقة في تاريخها
اعتبر المهندس محمد عبد الله نائب رئيس بلدية الخيام، أن زيارة سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «حدث كبير ذو أبعاد سياسية قومية» وقال: «سمو الأمير زعيم عربي من طراز خاص»، وأكد لـ«العرب» إجماع أهل «الخيام» على أن دولة قطر قدمت للبلدية شيئاً لم يقدمه أحد آخر في تاريخها الحديث المكتوب بالدم، وقال إن القطريين «طبقوا سياسة العدل» في العمل.
كيف تقرأ المبادرة القطرية في إعادة إعمار الخيام؟
- هذا شيء غير مسبوق. في تاريخ الحروب الكوارث والويلات كثيرة انظر إلى ما يحدث في العالم، كم عدد الذين شردتهم الحروب في العراء؟ كم عدد الذين لا يجدون العمل ولا اللقمة؟ الدول والجهات المانحة تنفق ولكن غالباً لغايات سياسية. الدوافع محض إنسانية قد تكون معدومة أو على الأقل نادرة. قطر عكست الصورة. ظهرت بمظهر إنساني نبيل. لم تشترط شيئاً. قامت بما قامت بدافع أخوي، عروبي، هو مزيج من الأصالة والنخوة كما أعتقد.
ما الذي لم تكن تتوقعه أبداً؟
- أسلوب العمل الذي اتبعه القطريون كان جديداً علينا نحن اللبنانيين. في الواقع فوجئنا بعزمهم وحزمهم وصبرهم وفهمهم وقدراتهم الإدارية على قيادة السفينة. إعادة إعمار مدينة ليس شيئاً هيناً. مع ذلك نجحوا وهم يستحقون كل الاحترام والثناء والتقدير دون أن تنسى غياب الدولة اللبنانية والمؤسسات الرسمية عن هذه المهمة العظيمة.
كيف كان الوضع في الخيام؟
- كارثياً. حوالي ألف بيت دمر تماماً، أكثر من ألفي بيت تعرض للتدمير الجزئي. أربع مدارس صارت حطاماً. مسجدان، البنى التحتية، هذا كله وغيره الكثير كان في الأرض.
هل كان ثمة ثغرات في الملف فنية واجتماعية مثلاً؟
- بوجه عام كلا. لكن هناك ما يجب قوله وهو أن الإخوة القطريين فتحوا الباب أمام الناس إذا كان لديهم ما يعترضون عليه من تخمينات للأضرار مثلاً. طبقوا سياسة العدل. وكان هناك جهاز فني يتلقى الاعتراضات ويعمل على معالجتها. السخاء والكرم من شيم القطريين.
كيف ترى زيارة سمو الأمير إلى البلدة؟
- أعجز عن وصف هذه اللحظة التاريخية. الخيام مفصل مهم جداً في المنطقة. زيارة سمو الأمير لها حدث كبير ذو أبعاد سياسية قومية. هناك إجماع في البلدة على أن دولة قطر قدمت للخيام شيئاً لم يقدمه أحد آخر في تاريخها الحديث المكتوب بالدم. هذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها الخيام لنكبة حقيقية على يد الإسرائيليين. في المرة الأولى أحرقت ونهبت وحولها الجيش الإسرائيلي إلى ساحة للتدريب على حرب المدن. وعندما عاد الناس إليها بنوا بيوتهم بإمكانياتهم الذاتية حجراً بعد حجر. الآن انظر في الخيام. أنت خيامي. فماذا ترى؟ مئات البيوت الفخمة تلوح، شكراً للقطريين.
سمو الأمير زعيم عربي من طراز خاص. هكذا يراه الناس ويتحدثون عنه. يزور بلدتهم في حين عادت الحياة إلى مجراها الطبيعي تماماً وأحسن بكثير مما كانت. هذه الزيارة تطمئنهم. تقول لهم: لا تقلقوا.. نحن معكم. الناس راضية تماماً لهذا السبب ويتحدثون عن قطر كما لو أن الخيام صارت جزءاً منها.
هل من كلمة أخيرة؟
- أجل، باسم بلدية الخيام والخياميين نرسل عبر جريدة «العرب» أسمى وأرفع التحية والمحبة للشعب القطري الشقيق، لسمو الأمير وولي العهد والحكومة جميعاً.
الرئيسية