بنصرِ اللهِ أشرقتِ الفيافي** لحزبِ اللهِ تنعقدُ القوافي
رأينا في صنائعهمْ رجالاً **يسوقونَ المنايا باحترافِ
رجالٌ آمنوا باللهِ حقاً **وللإيمانِ مكرمةٌ تُوافي
أتى لبنانَ غزوٌ منْ جنوبٍ** وظنوا غزوهمْ محضَ اصطيافِ
وراحوا يحلمونَ بخمرِ صيْدا **تسامرُهمْ صبايا معْ سُلافِ
وما علموا بحزبِ اللهِ فيها **ينادي الأرضَ : صبراً لا تخافي
كجذرِ الأرزِ في تربٍ خصيبٍ **أقامَ الجندُ صفاً في ائتلافِ
تصدى للغزاةِ رجالُ نصرٍ **فساقوهمْ لأيامٍ عِجافِ
ويرسو زورقٌ في عمقِ بحرٍ **وينأى عن ظهورٍ واكتشافِ
بطرفِ العينِ أغرقهُ شِهابٌ**أصابَ القلبَ منْ غيرِ انحرافِ
وجاءتْ طائراتٌ كي تغطي** فلولاً قدْ تهاوتْ في انكشافِ
وكانَ الردُ زلزالاً سريعاً **وغصتْ بالمُصابينَ المشافي
عَلتْ صرخاتهمْ في كلِ **حَدبٍ وصاروا مثلَ قُطعانِ الخرافِ
وهاموا كالأرانبِ تائهينََ** وَفروا بينَ عريانٍ وحافِ
صمودٌ كانَ مفخرةً فأعطى** دروساً قبلهُمْ كانتْ خَوافي
مرابعُنا غَدتْ للمجدِ داراً **ليبقى المجدُ منْ غيرِ انصرافِ
وشمسُ الصبحِ منْ شرقٍ أطلّتْ **وشمسُ النصرِ جاءتْ منْ خِلافِ
وما أن آبَ أسرانا بفخرٍ **تغنّى المجدُ بالنصر ِ المضافِ
وحلتْ في جحافِلهمْ رزايا **وَكُرِسَتِ الهزيمةُ باعترافِ
ويعظُمُ في دواخلِهمْ صراعٌ **يُناحِرُهمْ فأفضى لاختلافِ
عَرى أقطابـَـهم ندمُ المـُـغالي** وما ندمُ المغالي عَنْ عَفافِ
ندامتُهمْ لِعجزٍ في نزالٍ **رمى بالحلمِ في رَحِم ِ الجفافِ
حكى حكماؤنا فيهم مثالاً **بعيداً عنْ أحاديثِ الجزافِ
ألا منْ يزرع الآفاقَ شَوكاً **كمثلِ الزرع ِ يجني في القطافِ