قال امير المؤمنين سلام الله عليه في تفسير قوله تعالى
"إنّا لله وانا اليه راجعون" ......
إنّا لله : إقرار بالمُلك!!!
ايّ اننا نعترفُ بأننا مُلك لله وكل وجودنا ملك له سبحانه لا شريك له !!!
وإنا اليه راجعون : إقرار بالهلاك!!
اي أن كلّ نفس ذائقة الموت و إن كل من عليها فان.
و بناء عليه وبما ان الانسان ملاق ربّه يوما لا محال"يا ايها الانسان إنك كادح الى ربّك كدحا فملاقيه" ....اراد الله من الانسان ان يستعد لهذا اللقاء من خلال العمل الدؤوب على تهذيب نفسه وتزكيتها , والعبور بها الى درجة عالية من الاخلاق الغير قابلة للتغيير والتبديل والتحويل من خلال الرجوع الى القرآن الكريم وتعاليم رسول الله واهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم الذي جسّدوا
التعاليم الاسلامية بأبهي حلّة فكانوا بذلك للعالمين اسوة حسنة يُقتدى بها .......ونموذجا حيا يؤخذ به ..........
فالله الرحيم الكريم الاشفق على عباده من قلب الام على ولدها لا يريد بعباده الشّر ولا يتربّص بهم السوء ....بل يريد لهم ان يعيشوا العدل والقناعة والعبادة ....ليعيشوا بذلك الوجاهة في الدنيا قبل الآخرة .. باعتبار أن الانسان اذا عاش العدل والقناعة والعبادة الحقّة , فإنه يعيش التضحية في سبيل العقيدة الدينيّة الكفيلة بجعله عفيفا طاهرا صادقا وتقيا ...........ليغدو بذلك الانسان الذي اراده الله , الانسان الذي يحمل الاخلاق الرائعة والفضائل النفسانية التي تجعل من روحه في رتبة اسمى من الشوق الى الجنّة والخوف من النار ..... ولا تكون في حدّ الرغبة والخوف واللذة والالم .... فلا شيء يسرّها ولا شيء يؤلمها , فلا تستلذ بشيء ولا تتالّم من شيء , لأنها ارتفعت الى درجة لم تعد تحت سيطرة اسباب الفرح واسباب الحُزن , وسمت الى درجة لم تستطع اسباب السرور والحزن ان تترك اثرا في قلبه !!!! تلك الروح العالية قد وصلت بحق الى درجة عالية من الايمان والتقوى بحيث انها تحرّرت من هيمنة وتأثير أيّ سبب .
وبناء على ما تقدّم نفهم وان شاء الله نفهم أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل ان يعمل الانسان عمل الخير ليتمتّع بين الناس باحترام خاص وبوجاهة وقيمة , لأن هذا لا ينسجم مع مبداّ التوحيد ولا مع مبدأ تهذيب النفس وتزكيتها... لأن انشغال الروح الملكوتية المجرّدة بأحد الامور الماديّة ول بالامور الحقيرة لا بالامور العالية .... هو الانحراف بعينه !!!
وقد روي عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله انه قال : إن الله يحبّ معالي الامور ويكره سفاسفها " !!!!
إن الله يحب الاعمال العالية والهمم العالية والافكار العالية والاهداف العالية ويكره الهمم الحقيرة والافكار التافهة والاهداف الرخيصة .
جعلنا الله واياكم من الذين يُحبّهم الله إنه سميع مجيب.
الرئيسية