بسم الله الرحمن الرحيم
وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين .
صدق الله العظيم
الدنيا ..ليست كوكبا ومجرّة وبحرا ونباتا....الدنيا ليست ارضا او سماء ...فهذه ايات الله ومظهر جماله وجلاله ...وعلامات لطفه وحكمته.
الدنيا ...هي العقود الخاصّة المجعولة لتنظيم الحياة .
تلك العقود التي جعلت الانسان ينخدع بالامور الاعتبارية من الإفتخارات والمُلكيات والخيالات المنسوجة والتوهمات...الامور التي جعلت عاشق الدنيا بالتعبير القرآني الدقيق "مختالا" اي متأثرا بالخيال ينحدر الى الاسفل ... بالرغم من ان الانسان قد يكون له من خلال هذه الارتباطات احيانا زرع جيّد"الدنيا مزرعة الآخرة".
فالدنيا الالعوبة التي ذمّها الله وانبياؤه ,هي دنيا اللهو واللعب والزينة والتكاثر , التي ليس لها عمل سوى الخداع ...لا الكواكب والمجرات والسماء والأرض والنبات .
فالسماء مجلاة الحق والارض مرآة الحق, والبحر والصحراء علامة جلال وجمال الحق , والانسان والملائكة والموجودات الأخرى آيات قدرة الحق .
وبناء على ما تقدم اقول :
بما ان الله سبحانه وتعالى الحكيم العليم لا يصدر منه عمل دون فائدة ...لزم علينا أن نقول أن كل مخلوقات الله في هذا الوجود لها فائدة وبالاخص الانسان.
وأن الذي ليس منه فائدة , وكلّه عبث , هي ظنون الانسان الباطلة وافتخاراته ولهوه ولغوه .
وعليه ...
بما ان الله "ما خلق الجن والإنس الا ليعبدون ...و"ما خلق السماء والارض وما بينهما لاعبين".. وجب علينا ان أن نعرف ان هذا العالم ليس العوبة وبلا هدف.. وان وجودنا ليس العوبة وبلا هدف ..وأن عالم الوجود هو ليس هذا العالم الذي نعيشه فقط ...وانه علينا ان نعيش في هذا العالم الذي نحياه ,حقيقة العبادة التي اراد الله لنا ان نعيشها...العبادة التي من اجلها خُلقنا ....ومن خلالها مصير حياتنا وكنهها في عوالم الوجود .