تاريخ التسجيل : 01/01/1970
 | | موضوع: مسؤول أوروبي يهاجم اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة بعبارات قاسية 16/9/2010, 13:08 | |
| مسؤول أوروبي يهاجم اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة بعبارات قاسية
|
باريس - نضال حمادة
أطلق كاريل دو غوشت، مسؤول التجارة في الاتحاد الأوروبي، ووزير الخارجية البلجيكي السابق مفاجأة من العيار الثقيل الجمعة الماضي، عندما هاجم علنا اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة وعدم قابلية اليهود في العالم لمواجهة حقيقية ومنطقية لمشكلة الشرق الأوسط.
المسؤول البلجيكي المعروف بكلامه الصريح والمباشر، أعرب عن أسفه لأن تصريحاته وجهت في اتجاه لم يقصده، لكنه أصر مرة أخرى على الرد على المؤتمر اليهودي الأوروبي الذي دعاه لسحب تصريحاته وتقديم اعتذارات بالشكل والمضمون ورفض العودة عنها.
وقد اعتبر سياسيون أوروبيون تصريحات دي غوشت غير مقبولة ونأوا بأنفسهم عنها. كما أعلن الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي اوليفيه بايي أن تصريحات دي غوشت شخصية ولا تعبر عن وجهة نظر مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي في ما يخص الشرق الأوسط.
وفي السياق، يمكن القول ان تصريحات المسؤول البلجيكي ـ عضو الحزب المسيحي الديمقراطي الفلمنغي ـ جاءت في وقت صعب بالنسبة للدبلوماسية الأوروبية، حيث بدأ الفلسطينيون والإسرائيليون مرحلة جديدة من المفاوضات المباشرة بعد توقف دام عشرين شهراً بينما يحاول الاتحاد الأوروبي تحت رعاية كاترين اندرسون لعب دور ما في ظل لعبة سياسية ودبلوماسية تقودها إدارة اوباما.
وعلق مسؤول أوروبي رفيع المستوى على تصريحات دي غوشت وقال "إننا مرة أخرى أمام نوع مرفوض من العداء للسامية"، فيما اعتبر موشيه كانتور، رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي ومقره باريس أنه "كذب وتلفيق عن ما يسمى نفوذا يهوديا". وقد رُبطت تصريحات دي غوشت باللغط الدائر في مدينة فرانكفورت الألمانية حيث أعلن تيلو سازارين ـ أحد مديري البوندسبانك ـ أنه يدعم مقولة وجود خلية جينية خاصة وجامعة لكل اليهود.
وكان دي غوشت في مقابلة مع إذاعة بلجيكا الرسمية، الناطقة بالهولندية اعتبر "أن كل يهودي في العالم يحمل في رأسه فكرة خلية جينية خاصة تجمع اليهود". مضيفاً إنه "لا يمكن أن نفسر الأمور على نحو مختلف. إن وجود اعتقاد في شيء معين من الصعب نفيه عبر الأمور المنطقية.. ان اليهود العلمانيين يعتقدون بنفس النظرية القائلة بأنهم على حق. وهذا الشيء نجده حتى عند اليهود المعتدلين الذين يرفضون أي نقاشٍ بناء حول ما يدور في الشرق الأوسط".
وفي اليوم التالي أكد المسؤول البلجيكي أنه "لم يقصد أذية المجموعة اليهودية من زاوية العداء للسامية غير الموجود حاليا في العالم والمخالف للقوانين الأوروبية".وتعتبر مصادر أوروبية أن تصريحات وزير الخارجية البلجيكي السابق "تأتي على خلفية اتهامه للوبي اليهودي الإعلامي والمالي في بلجيكا بالوقوف وراء الأزمة الحالية التي تعصف ببلاده والتي تهدد وحدتها"، وتشير إلى أن دي غوشت "يتهم تجار الماس اليهود في مدينة أنفير البلجيكية بالوقوف وراء الأزمة السياسة الحادة التي تعصف ببلجيكا منذ أكثر من سنتين.
وجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يثير فيها كلام دي غوشت ـ شغل منصب وزير الخارجية البلجيكي بين أعوام 2004 و2009ـ ضجة، فقد تسبب بأزمة دبلوماسية بين بلاده وهولندا عندما شبه رئيس الوزراء الهولندي جان بيتر بالكينيد بخليط من هاري بوتر والبرجوازي المقيت الفاقد للجاذبية. وقد اضطرت بروكسل في حينه لتقديم اعتذار لهولندا. كما انه تسبب مؤخراً بأزمة علاقات بين بلاده وجمهورية الكونغو الديمقراطية عندما انتقد علنا الفساد المستشري في صفوف الطبقة الحاكمة لهذا البلد الذي كان سابقا مستعمرة بلجيكية.
|
| |
|
